«داعياً إلى وقف القتال».. الاتحاد الأوروبي يحذّر من كارثة إنسانية في دارفور

«داعياً إلى وقف القتال».. الاتحاد الأوروبي يحذّر من كارثة إنسانية في دارفور

أدان الاتحاد الأوروبي، الأحد، تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر، الواقعة في جنوب غرب السودان، داعيا إلى وقف القتال في المنطقة والسماح بدخول المساعدات للمواطنين. 

تأتي هذه الإدانة في وقت حرج، حيث تقف المدينة على شفا كارثة إنسانية بسبب تفاقم الصراع، وخصوصًا في مخيم زمزم، الذي يُعد أكبر مخيم للنازحين في البلاد، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ويعيش في هذا المخيم عشرات الآلاف من المدنيين الذين باتوا محاصرين بين نيران الطرفين المتحاربين، في ظل غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية وإمكانية الفرار من مناطق الصراع.

الوضع الإنساني المتدهور في الفاشر

 

منذ اندلاع النزاع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تعيش مدينة الفاشر حالة من عدم الاستقرار، لكنها كانت بمنأى نسبي عن المعارك الضارية التي اندلعت في مناطق أخرى من دارفور. 

وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الآونة الأخيرة، لا سيما في مخيم زمزم، الذي يعتبر مأوى للنازحين الهاربين من العنف في مناطق أخرى.

وجعل الهجوم الذي تقوده قوات الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية من مخيم زمزم هدفًا مباشرًا للنيران المتبادلة، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. 

ويعاني سكان المخيم من نقص حاد في المياه والغذاء والدواء، فضلًا عن غياب الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمأوى المناسب، كما يتعرض المخيم، الذي كان ملاذًا آمنًا للمدنيين، لخطر الانهيار الكامل إذا ما استمرت العمليات العسكرية في محيطه.

تحذير من كارثة إنسانية نتيجة الحصار

 

ودعا الاتحاد الأوروبي في بيانه، إلى وقف فوري للقتال في الفاشر، محملا الأطراف المتنازعة مسؤولية الكارثة الإنسانية التي قد تترتب على استمرار الحصار. 

وأكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أن هذا الصراع يقترب من "نقطة اللاعودة" بالنسبة للآلاف من المدنيين الذين يقبعون في مخيم زمزم وفي المناطق المحيطة به.

وحذّر الاتحاد الأوروبي من مغبة استمرار الحصار المفروض على المخيم، وطالب قوات الدعم السريع برفعه فورًا، تنفيذًا للقرار رقم 2736 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. 

ويلزم القرار الأممي الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لضمان حماية المدنيين.

القانون الإنساني الدولي ومسؤولية الأطراف

 

وشدد الاتحاد الأوروبي في البيان، على ضرورة التزام الأطراف المتحاربة بالقانون الإنساني الدولي، والذي يفرض حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات النزاعات المسلحة. 

ودعا إلى ضمان حرية التنقل لسكان المخيمات والسماح لهم بالوصول إلى المساعدات، في وقت تتزايد فيه المعاناة الإنسانية بسبب تفاقم الصراع.

ووجّه الاتحاد دعوة صريحة إلى قوات الدعم السريع، بضرورة الالتزام بالاتفاقيات الدولية والتوقف عن تصعيد العنف. 

ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد المخاوف من أن يتحول النزاع في السودان إلى حرب إقليمية شاملة، مما قد يزيد من تعقيد الأوضاع ويهدد الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي بأكملها.

آثار التصعيد على النازحين

 

تتزايد المخاوف على مصير النازحين في دارفور مع دخول القتال مرحلة حرجة، حيث يواجه هؤلاء النازحون بالفعل أوضاعًا صعبة نتيجة الصراعات السابقة، لكن التصعيد الأخير في الفاشر ومحيط مخيم زمزم يهدد بتحويل المنطقة إلى ساحة معركة مفتوحة. 

وتتوقف حياة النازحين في مخيم زمزم، على وقف العمليات العسكرية، وإلا فإنهم يواجهون خطر الموت أو الإصابة في ظل اشتداد المعارك. 

وبات الوصول إلى المساعدات الإنسانية أمرًا حيويًا لإنقاذ حياة الآلاف، لكن الحصار والقتال يحولان دون وصول المنظمات الدولية إلى المخيم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية